بين الكذب والحقيقة؟ سوف تقف مع من؟

بين الكذب و الحقيقة .. أين تقف أنت؟؟

*من أين نقتبس معلوماتنا ؟

هذا العصر يسمى عصر المعلومات حيث يمكنك الحصول على

أي خبر أو معلومة أو نتيجة بضغطة زر عن طريق شبكة الأنترنت..
كذلك يمكن قراءة الكتب والصحف الكترونيا في يوم صدورها
بالدقيقة والثانية بالدخول لموقع الصحيفة أو تحميل النسخة
الالكترونية للكتاب.

هناك أيضا المعلومات المختصرة مثل رسائل الجوال الملخصة للحدث
بالنسبة للأخبار سياسية، رياضية أو اقتصادية و رسائل الأدب
والرسائل الدينية، أحاديث وقصص وأخبار منوعة عند الاشتراك في مجموعات الرسائل البريد الالكتروني .

في ظل هذا الكم الهائل من المعلومات

نطرح هذا التساؤل

*هل لدينا آلية للمعرفة؟

المقصود هنا هو توفر المعلومة بشكل ميسر
(عكس العصور الماضية)

لكن

·هل يوجد آلية للاستفادة من هذه المعلومات لتشكل سلاح المعرفة؟
·هل يوجد لدينا الآلية لتحليل المعلومات المتدفقة
( أخبار و أشعار و قصص , فتاوى)
لتشكيل معرفة الشخص بحيث يختار منها الصحيح و يستبعد الخاطئ ؟
·هل تصدق كل ما يردك عبر رسائل البريد الالكتروني ؟

لماذا هذه التساؤلات وما الذي نريد الوصول إليه؟؟

لأن المعرفة هي ما تمثله ثقافة الشخص لمواجهة الواقع والتعامل
مع المجتمع والتواصل مع الآخرين و كذلك لأننا نمثل بذرة
للأسرة المسلمة فما نعود عليه أنفسنا نزرعه في أبنائنا و هكذا
حتى يتم تنشئة جيل مسلم واع يمثل ما كان عليه الرعيل الأول
و تابعيهم .

تشكل المسلم الذي يتصدى لمن يدنس تحت عباءة المسلمين لينشر
سمه ويبث خبثه و لا يقع فريسة لأعداء الإسلام و ممن يتربص
بالمسلمين بنشرهم تلك الأخبار و الأحاديث و الأدعية والقصص
السخيفة و تغطيتها برداء التقوى أو المعجزة و غيرها من الأثواب
التي لا يكفون عن اختراعها بمعونة الشيطان ليتلقفها السفهاء و يتم
نشرها ليرتفع الوعي لدينا ويكون لدينا دفاع ذاتي ضد هذا كله
و ليتمثل لدينا قول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا
بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
الحجرات الآية 6

يجب أن نعلم أننا محاسبون عن كل كلمة نقولها وكل حرف نكتبه
بمعنى أننا لو نقلنا هذه الأخبار المغلوطة ألا نخاف أن نكون ضمن
الذين يقولون ما لا يعلمون ويفترون على الناس بالكذب؟

ألا نعلم بأن أسلافنا من الصحابة و التابعين و العلماء الأجلاء
يسافرون لبلاد بعيدة ليسمعوا حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم
وليطلعوا على حال محدثه و ليتعلموا العلوم ..
والقصص في هذا كثيرة

فلنقرأ هذان الحديثان

َعنْ عبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ‏ ‏قَالَ :
‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:
" ‏مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ‏ ‏فَلْيَتَبَوَّأْ ‏ ‏مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ‏"
سنن ابن ماجه

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

أتمنى أن نصل للمغزى من طرح هذه التساؤلات
و الهدف من الموضوع بدون أن يثير طرحه حساسية لدى
البعض بل ليترفع لدينا الوعي و لنرتقي بطرحنا و مانكتبه
لأننا محاسبون أمام الله على ما نقوله ونكتبه..

فليكن ما نكتبه شاهد لنا لا علينا

مع الشكر الجزيل لصاحب الموضوع الأصلي
مقتبش للضرورة و الأهمية